أظهرت أكبر دراسة حتى الآن بشأن التركيب الجيني للديدان الطفيلية مئات الدلائل الجديدة المتعلقة بكيفية غزوها لجسم الإنسان وتفادي نظامه المناعي وتسببها في الأمراض.
وتشير النتائج إلى علاجات محتملة للتخلص من هذه الديدان للمساعدة في مكافحة بعض من أكثر الأمراض المدارية تعرضا للإهمال، بما في ذلك العمى النهري والبلهارسيا وداء دودة الانسيلوستوما، والتي تؤثر على نحو مليار شخص في أنحاء العالم.
وقالت ميكدونكا ميتريفا من معهد مكدونيل للجينوم بجامعة واشنطن، والتي شاركت في قيادة العمل البحثي مع زملاء من معهد ويلكوم سانجر البريطاني بجامعة أدنبره "الديدان الطفيلية بعض من أقدم أعدائنا وتطورت عبر ملايين السنين لتكتسب خبرة كبيرة في التلاعب بنظام المناعة البشري".
وأضافت أن نتائج هذه الدراسة ستفضي إلى معرفة أعمق بحياة الطفيليات وفهم أكبر لكيفية استغلال النظام المناعي للإنسان والسيطرة عليه.
ويمكن أن تستمر الإصابة بالديدان الطفيلية لسنوات عديدة وأن تسبب ألما شديدا وإعاقات جسدية وتأخر النمو في الأطفال ووصمة اجتماعية مرتبطة بالتشوه.
ويمكن للأدوية الحالية التي تعالجها، ومنها عقاقير تطورها شركة سانوفي وجونسون آند جونسون، أن تحدث تأثيرا طفيفا وكثيرا ما تتبر عبها شركات الأدوية أو تباع بأسعار رخيصة لمن يحتاجون إليها. لكن نطاق الأدوية التي تعالج الإصابات الدودية لا يزال محدودا.
ولمحاولة تحسين تطوير العقاقير ولفهم كيف تغزو الديدان أجساد البشر والحيوانات وتستوطنها، قارن الفريق البحثي الخريطة الجينية لما يصل إلى 81 نوعا من الديدان المستديرة والمسطحة، منها 45 لم يسبق ترتيب خرائطها الجينية.
ووجد التحليل قرابة مليون جين جديد تنتمي إلى آلاف العائلات الجينية الجديدة وحدد كثيرا من العقاقير المحتملة. ونشرت نتائج الدراسة في دورية نيتشر جينيتكس أمس الاول.