على رغم تحرير سوق القطن في مصر، تحاول السلطات إعادة إحياء هذه الصناعة التي عانت من الكثير من الصعاب خلال السنوات الماضية، عن طريق إعداد استراتيجية مكنت من إعادة القطاع إلى خارطة الطلب العالمي.
ونقلا عن صحيفة الحياة فقد اعتبرت نائب وزير الزراعة والثروة الحيوانية المصرية منى محرز، أن القطن المصري من أجود أنواع القطن العالم، موضحة أن إنتاج مصر من الأقطان الطويلة والطويلة الممتازة، يقترب من 30 في المئة من إنتاج تلك الطبقة على مستوى العالم، لذلك فإن الدولة توليه عناية خاصة للمحافظة على تواجده واستمراره وتحديث أصنافه من خلال الهيئات والقطاعات المختلفة المتعاملة في القطن.
وجاء ذلك خلال كلمتها في المؤتمر الثاني للقطن المصري بمناسبة مرور 200 عام على زراعة أول نبتة من القطن المصري «ذهب مصر الأبيض»، الذي نظمته الجمعية المصرية لشباب الأعمال برعاية رئيس مجلس الوزراء.
وأشارت إلى أن القطن تعرض في الآونة الأخيرة إلى بعض المتغيرات المحلية والعالمية التي أثرت سلباً على زراعة القطن وإنتاجه، ما أدى إلى انخفاض المساحة المزروعة، وصفات الجودة التي اشتهر بها عالمياً ومن ثم انخفاض الناتج الكلي، وبالتالي المنتجات الثانوية من الزيوت النباتية والأعلاف، خصوصاً بعد صدور القانون 210 لسنة 1994 والخاص بتحرير تجارة القطن.
وأوضحت محرز وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي تبنت استراتيجية جديدة تهدف إلى إصلاح منظومة إنتاج وتسويق القطن المصري.
وأشارت إلى أنه بناء على هذه الاستراتيجية، زادت المساحة المزروعة من 131 ألف فداناً خلال موسم 2016 إلى 216 ألف فدان موسم 2017، ثم إلى 336 ألف فدان في الموسم الحالي، لافتة إلى أن كل التقارير الواردة محلياً ودولياً أكدت استعادة القطن المصري خصائصه وجودته.
وبيّنت أن إجمالي ما تم تصديره خلال موسم 2017- 2018، زاد عن 55 ألف طن إلى أكثر من 20 دولة منها الهند وباكستان وألمانيا والصين وتركيا وبنغلاديش وفيتنام.
وأشارت إلى أن الاستهلاك المحلي انخفض ليسجل أدنى مستوياته في الموسم السابق، على رغم زيادة الطلب على القطن المصري خارجياً، ما يستدعي دراسة أسباب ذلك ووضع الآليات التي تزيد الطلب المحلي على القطن المصري لإحداث التوازن الداخلي، مع الاستفادة من تعظيم عائدات القيمة المضافة.
ووفقاً لأحدث الأرقام الرسمية، ارتفعت صادرات القطن المصري بنسبة 6.9 في المئة في الربع الثالث من عام 2017- 2018، في حين انخفض معدل الاستهلاك المحلي بنسبة 57.9 في المئة خلال الفترة ذاته، بسبب اتجاه مصانع الغزل للأقطان المستوردة، وفق البيانات الرسمية.