نشر باحثون من شركة "QuTech" الهولندية خارطة طريق تفصيلية بشأن تطوير الإنترنت الكمي، الذي من شأنه أن يدمر البيانات إذا تم إجراء محاولة اختراق.
وحسب "ار تي" تقول الشركة إنها على ثقة من أنها ستحقق هدفها المتمثل في إكمال شبكات الاتصالات الكمومية الآمنة في أربع مدن بحلول عام 2020، على الرغم من العقبات التقنية الضخمة التي تحول دون توسيع نطاق هذه التكنولوجيا.
وتتولى ستيفاني وينر ورونالد هانسون قيادة المشروع، ويقومان بتطوير تطبيقات النقل الكمي عن بعد، وهو الاسم الذي يطلق على النقل الفوري للمعلومات عبر التشابك الكمي، وهو ظاهرة فيزيائية تقوم خلالها الجزيئات بالترابط معا بحيث تؤثر على بعضها بصرف النظر عن المسافة التي تقطعها، أي أنها جزئيات يمكن أن تشغل مجموعة من ثنائي 1 أو 0 في الوقت نفسه.
وقد يكون الإنترنت الكمومي ثورة في مجال تكنولوجيا الاتصالات، لأنه سيستخدم ظواهر كمومية غريبة مثل التشابك.
ويعمل الباحثون في جميع أنحاء العالم على التكنولوجيا التي تمكنهم من تبادل البتات الكمومية بين أي نقطتين على الأرض، ويمكن أن تحتوي هذه البتات على القيمتين "1" و "0" كما في البتات الكلاسيكية، ولكن أيضا يمكن أن تكون متشابكة في الوقت نفسه.
ويجب أن تكون "البت" أو "الثنائية"، وهي وحدة تخزين المعلومات ومعالجتها، في الكمبيوترات التقليدية 1 أو 0، بينما تعمل وحدة "كيوبت" أو "البت الكمومي" عن طريق نظام كمي ثنائي الحالة يسمح بالجمع بين 1 أو 0 في الوقت نفسه.
ونتيجة لذلك، فإن شبكة الإنترنت الكمومية لها خصائص فريدة من نوعها ستكون دائما بعيدة المنال مقارنة بشبكة الإنترنت الكلاسيكية، حيث يمكن بالاعتماد على تقنية التشابك، تنسيق الأنشطة من مكانين منفصلين، وفي حال اختراق أحد المتسللين لمجرى البيانات المارة التي يتم نقلها عبر الكيوبت، فإنه يرسل وحدات "1 و0" إلى اتجاهات مختلفة ويدمر المعلومات الكمية ويترك إشارة واضحة على أنه تم العبث بها.
وعندما تصل القيمتان "1" و "0" المنفصلتان إلى وجهتيهما، تحافظان على اتصالهما الكمي، وهذا ما يجعل الاتصالات الكمومية آمنة، حيث يستحيل التنصت على الاتصال بفضل عملية التشابك، وهذا ما يدعم الخصوصية وتشفير البيانات، ويجعل تبادل المعلومات أكثر أمانا.
وتقول الشركة الهولندية إنها على وشك طرح مشروع الإنترنت الكمومي الآمن، وسيكون ذلك في العام 2020.