أكد مفتي مصر الدكتور شوقي علام أن تجديد الفتوى يجفف منابع الإرهاب الأسود ويقضي على جماعات الظلام، في ظل استمرار تهديد جماعات الظلام الإرهابية للعالم بأسره، مؤكداً أنه من الأهمية بمكان حتى نقضي على هذه الأفكار الشاذة، أن نتكاتف جميعا على محاربة الإرهاب الأسود وتجفيف منابعه ومواجهته بكافة الوسائل المشروعة، وفي مقدمة هذه الوسائل مشروعاتُ التجديد وتصحيحِ المفاهيم التي تقوم بها المؤسسات الدينية وفي مقدمتها الأزهر ودار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم.
وأشار مفتى مصر في كلمته اليوم في انطلاق فعاليات المؤتمر العالمي الرابع للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، المنعقد تحت مظلة دار الإفتاء المصرية، ورعاية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والذي تستمر أعماله على مدار ثلاثة أيام تحت عنوان "التجديد في الفتوى بين النظرية والتطبيق"، بحضور أكثر من 73 وفدًا من مختلف دول العالم، إلى أنه لم يخرج عن المنهج السليم للإفتاء إلا جماعات آمنت بأفكار شاذة مغلوطة، تغولت على التراث دون امتلاك وإحكام لمفاتيحِ العلوم، وقواعدِ الفهم الصحيح والمنهج السديد، وأعرضت هذه الجماعات بالكلية عن التلقي عن أهل العلم الثقات من العلماء العاملين، الذين نقلوا العلم بالإسناد المتصل إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضلا عن جهل هذه الجماعات الشديد بالواقع الذي نعيش فيه وإهمال إدراكه إدراكا صحيحا، وفهم التغيرات التي تطرأ على المجتمعات والثقافات نتيجة حركة التطور المعرفي والحضاري.
وأوضح علام أن عنوان هذا المؤتمر «التجديد في الفتوى بين النظرية والتَّطبيق» وهو عنوان في غاية الدقة وبلوغ الغاية فيما نحتاج إليه في هذا التوقيت، فالتجديد معلم أساس من معالم هذا الدين، ومقصد أصيل من مقاصده، وثمرة عظيمة للاجتهاد، فالاجتهاد والتجديد أمران متلازمان، وأول من دعانا إلى التجديد هو رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم، فقد روى أبو داود بإسناد صحيح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها).
وأكد مفتى مصر على ضرورة ضبط عملية الفتوى، واطلاق برامجَ تدريب بلغات مختلفة لتدريب العلماء والمتصدرين للفتوى، حتى يكونوا قادرين على مواجهة تحديات العصر، واستيعاب ثقافاته المتعددة، ومواجهة ما يهدد الأمنَ والسلمَ العالميَ من أفكار متطرفة لا تمت إلى ديننا الحنيف بصلة.
وشدد مفتى مصر على ضرورة إدراك وفهم التغيرات التي تطرأ على المجتمعات والثقافات نتيجة حركة التطور المعرفي والحضاري والتي تستوجب معها تجديدا يتواكب مع مناحى الحياة حيث تضبط الفتوى إشكاليات كثيرة فيها.
القاهرة - يونا