أفادت دراسة علمية حديثة أن قرن أمون، ذلك الجزء من الدماغ، ربما يعمل كمحرر فيديو وأفلام لحياتنا، حيث يقوم بتقطيع وتركيب تجاربنا وخبراتنا المتواصلة إلى أجزاء يمكن تخزينها داخل ذاكرتنا.
وقال أستاذ علم نفس الذاكرة في جامعة نوتردام في إنديانا غابرييل رادفانسكي "أبحاث مثل هذا البحث تساعدنا في تحديد ما هو الحدث من وجهة نظر الدماغ".
وقال رادفانسكي، إن العديد من الاختبارات المخبرية المتعلقة بالذاكرة تنطوي على مقاطع من قوائم مبهمة من المعلومات.. والكثير من الأبحاث تتم باستخدام هذه المقاطع الصغيرة مثل الكلمات والصور وأشياء من هذا القبيل أو ما على شكالتها"، مضيفا، أن الحكايات الجافة تلك ليست هي ما يعالجها العقل البشري في العادة، "فقد بني الدماغ للتعامل مع الأحداث المعقدة".
وفي تقريب من واقع الحياة، استخدم الباحثون بيانات لمسوح دماغية تم تجميعها في وقت سابق كجزء من مشروع أكبر: فأثناء إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي، شاهد 15 شخصا فيلم ، بينما شهد 253 شخصا مسلسلا تلفزيونيا ، في حين شهدت مجموعة ثالثة مؤلفة من 16 شخصا الفيلم والمسلسل، وطلب منهم أن يضغطوا على زر للإشارة إلى الوقت الذي يعتقدون فيه أن حدثا ما ينتهي ويبدأ حدث آخر.
وبتوافر تلك المعلومات بين أيدي الباحثين، جمع خبيرا الأعصاب الإدراكية، آيا بن ياكوف، وريك هينسون من جامعتي كامبريدج بمحاذاة النشاط الدماغي للمشاركين مع تلك التحولات التي أشار إليها المشاهدون من المجموعة الثالثة (مجموعة الستة عشر مشاهدا).
وقال فريق الباحث في الدراسة، التي نشرت في دورية علم الأعصاب في الثامن من أكتوبر الجاري "يبدو أن قرن أمون المسؤول عن الذاكرة وحفظ الاتجاهات كان نشطا على وجه الخصوص عند تلك التحولات.
وعندما نظر الخبراء إلى سلوك قرن أمون، أثناء مشاهدة العروض بأكملها، كان أكثر نشاطا عندما أشار المشاهدون إلى وجود تحولات بين مشهد وآخر، بحسب ما نقل موقع "ساينس نيوز".