إنها أول بحيرة ماء سائل تكتشف على المريخ. شكلت تلك الكلمات وشبيهاتها عناوين إعلاميّة كبرى في مطلع آب (أغسطس) 2018. ليس أمراً هيّناً. لا شيء يرتبط بالحياة أكثر من الماء، فحرّك الإعلان عن أول بحيرات المريخ خيالات متخالطة عن سُكنى البشر على المريخ. وتتمدّد تلك البحيرة على دائرة قطرها 20 كيلومتراً، قرب القطب المتجمد الجنوبي للكوكب الأحمر. وتنام على عمق 1.5 كيلومتر تحت الأرض. وذكّر اكتشاف بحيرة المريخ الأولى بشبه إجماع علمي على القول أن المياه كانت تجري دفّاقة على المريخ قبل بلايين السنين، حينما كان له غلاف جوي أشد كثافة مما هو حاضراً. وصنعت تلك المياه أنهاراً وأقنية ما زالت آثارها مرئية على سطح الكوكب الأحمر.
ونقلاًعن صحيفة " الحياة " في عام 2003، أطلقت «وكالة الفضاء الأوروبيّة» مركبة «مارس إكسبرس أوربِتر» Mars Express Orbiter ووجّهتها صوب المريخ، وزوّدتها برادار اسمه «مارسيس» MARSIS ويعمل بأشعة مكوّنة من الأيونات [وهي ذرّات مشحونة بطاقة كهرباء] التي تستطيع اختراق سطح الأرض لاستكشاف ما يكمن تحتها. وبين عامي 2012 و2015، أرسل «مارسيس» صوراً لبقع لامعة تحت تراب المريخ، لكن التحليل الكامل للمعلومات التي حملتها الصور استلزم وقتاً، بل تبديلاً في طُرُق تحليل البيانات، ما أخّر اكتشاف البحيرة المريخية الأولى حتى العام الحالي.
ومع تحرّك صورة وجود حياة ما في زمن غابر على المريخ، توالت ذكريات علمية متنوّعة عن ذلك الأمر. واستعاد بعض المهتمين فشل «وكالة الفضاء والطيران الأميركيّة» («ناسا») في إنزال مركبتين فضائيتين أميركيتين هما «مارس بولار لاندر» و «مارس غلوبال سورفييور» على سطح المريخ عام 2000. وآنذاك، ترافق إعلان «ناسا» أنها فقدتهما مع نشر مرصد «توركو» في فنلندا خلاصة لدراسة معمقة أنجزها فريق مشترك من مختصي الفضاء والبيولوجيا تشير إلى احتمال قوي بأن أشكالاً من الحياة على الأرض وفدت من المريخ.