قال الدكتور محمد زين العابدين وزير الثقافة التونسية إن بلاده بدأت التحضير من أجل تطبيق برنامج شامل لتفعيل قرار المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) القاضي باختيار تونس عاصمة للثقافة الإسلامية 2019، بالتعاون والتنسيق مع كافة الدول الأعضاء، من خلال إقامة المؤتمرات والمعارض والندوات وورش العمل والمهرجانات.
جاء ذلك خلال استقبال زين العابدين بمكتبه في تونس امس لوفد اتحاد وكالات أنباء الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، الذي يزور تونس حاليا، برئاسة زايد عبدالله المدير العام المساعد للاتحاد، وبدعوة من وكالة تونس إفريقيا للأنباء.
وشدد الوزير التونسي على ضرورة استعادة المراجع الإسلامية للتراث والقيم الثقافية بالتنسيق مع إيسيسكو، لافتا إلى أن لدى تونس مقترحات وتصورات لتأصيل الهوية العربية والإسلامية وتحقيق التوازن الإيجابى بين الأصالة والمعاصرة دون افتئات أحدهما على الآخر أو محو أحدهما للآخر.
وفند الوزير التونسي مزاعم بعض المثقفين بأن قيم التراث تعوق حركة التقدم والحداثة والإبداع، محذرا من أن تفشي مثل هذه الأفكار بين كثير من الشباب يهدد الهوية العربية والإسلامية ولا يقل خطورة عن فكر التطرف والإرهاب.
وشدد على دور الثقافة كجبهة للدفاع عن هوية الدول العربية والإسلامية ومقوماتها الحضارية في مواجهة مخاطر العولمة والتغريب وتأثيراتها السلبية على المكونات الأساسية للثقافة العربية معربا عن استعداد بلاده للتعاون مع أشقائها في الدول الإسلامية من أجل صياغة برامج وأنشطة ثقافية تحفظ الهوية وتدعم التعاون وتحقق التآلف والانسجام مع احترام خصوصية كل دولة في إنتاج العمل الثقافي بما يلائم ظروفها.
وأشار إلى أن تونس ستعمل من خلال اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية كذلك على تنفيذ سياسات تعرف بالمقومات الثقافية للبلدان الإسلامية وتدعم حضورها في الساحة الدولية، وأيضا تكثيف البرامج الثقافية للتصدي للتطرف ونشر قيم التسامح والحوار.
وحول علاقة الثقافة باستراتيجية الإصلاح في تونس قال زين العابدين إنها منظومة شاملة لا تقتصر على مجرد تقديم الإنتاج السينمائي والمسرحي والموسيقى.. الخ، بل تمتد إلى كل مجالات الفكر السياسي والاقتصادي والاجتماعي من أجل تحقيق التقارب بين مختلف التيارات السياسية والاندماج السلمي في المجتمع على قاعدة التنوع والاختلاف ودعم مسيرة الحرية والديمقراطية والتنمية الشاملة.
تونس - يونا