دعت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، إيسيسكو، المؤسسات التربوية والإعلامية إلى نشر قيم التسامح والعدل والسلام، مؤكدة من أن التسامح يعني الاحترام المتبادل والقبول بالآخر والتقدير للتنوّع الثقافي بين الأمم والشعوب ولأشكال التعبير وللصفات الإنسانية، وأكدت أن التسامح يتعزز بالمعرفة والانفتاح والاتصال وحرية الفكر والضمير والمعتقد، وهو ليس واجباً أخلاقياً فحسب، بل واجب سياسي وقانوني أيضاً.
ويحتفل العالم في السادس عشر من نوفمبر كل سنة، باليوم العالمي للتسامح، باعتباره مبادرةً دوليةً للتذكير بقيم التعايش والوئام وبناء السلام العالمي، وذلك تنفيذاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1996، الذي دعا الدول الأعضاء إلى الاحتفال باليوم العالمي للتسامح في 16 من نوفمبر.
وأوضحت وأوضح الإيسيسكو في بيان لها اليوم أن الإسلام جاء بمبادئ الأخوة الإنسانية وبقيم التسامح والتعايش، ودعا إلى محاربة التعصب والكراهية والانغلاق، ترسيخاً للسلم الاجتماعي والسلام العالمي، ودعماً للعناصر المشتركة بين الثقافات الإنسانية، وأكد على حق الإنسان في أن يحيا بكرامة في كنف الحرية والعدالة، وينفتح على الآخر في إطار الاحترام المتبادل والاعتراف بحق الاختلاف.
وقالت الإيسيسكو في بيانها إن التسامح يشكل عماد حقوق الإنسان والتعددية، بما فيها التعددية الثقافية. وأوضحت أن جهود تعزيز التسامح واتخاذ المواقف القائمة على الانفتاح والتضامن الإنساني، ينبغي أن تبذل في المدارس والجامعات، وعن طريق التعليم غير النظامي، وفي الأسر ومواقع العمل، وعبر وسائل الإعلام والاتصال التي تضطلع بدور مهم في نشر قيم التسامح والاحترام المتبادل.
وأكد البيان الاهتمام البالغ الذي توليه الإيسيسكو لتعزيز قيم التسامح وترسيخها لدي الناشئة من الأطفال والشباب، لتصبح سلوكاً عاماً وممارسةً في الحياة اليومية للأفراد والمجتمعات، وحصناً منيعاً لصد مظاهر الكراهية والعنف والتطرف. وأوضح البيان الجهودَ المتصلة والمبادرات العملية ذات الصلة التي تقوم بها الإيسيسكو، وأحدثُـها الوثيقة المرجعية » مسار المنامة لتفعيل العمل الثقافي الإسلامي المشترك لمواجهة التطرف والطائفية والإرهاب» التي ستعرضها الإيسيسكو على الدورة الاستثنائية للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة التي ستعقد في المنامة أواخر الشهر الحالي.
وأوضح البيان أن هذه الوثيقة التوجيهية تؤكد التزام العالم الإسلامي بالعمل على ترسيخ قيم التسامح، من خلال تجديد الوعي بأهمية الانخراط العملي والتشاركي في مواجهة جميع أشكال التطرف والكراهية والطائفية والإرهاب، ووضع برنـامج عمل شامل على المدييـن القـريب والمتوسط، لمواجهة الفكر المتطرف والطائفي، تتكامل مقارباته التربوية والثقافية والإعلامية مع المقاربة الأمنية وتعمل على تعزيزها، لتـفـنـيد المزاعم الكاذبة ودحض الدعاوي الباطلة حول تقصير دول العالم الإسلامي في مواجهة التطرف والطائفية والإرهاب.
ودعا بيان الإيسيسكو المنظمات الدولية والإقليمية ومنظمات المجتمع المدني، إلى تنسيق جهودها وتكثيفها لنشر قيم التسامح من أجل التعايش، لتحقيق الأهداف المشتركة، وإقامة نظام عالمي جديد على أساس من التسامح والقيم الأخلاقية المثلى والمبادئ الإنسانية السامية.
الرباط - يونا